الخميس، 8 مارس 2012

يوميات صيدلى مفروس فى الارياف -الفرسة رقم ( 1 ) .. البت بتدعك ف عينيها ..


بسم الله الرحمن الرحيم

http://www.maktbtna2211.com/images/759931333.jpg


أعزائى القراء..

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .. نحن الآن على وشك الانتقال من المنتدى الكبير إلى الموقع الذى أعمل به .. إنها الصيدلية التى تحمل اسم أبى بقرية الشراقوة بمحافظة البحيرة .. نعم .. إنها الصيدلية الوحيدة فى هذه القرية .. و نعم أيضا .. إنها تقع على الطريق السريع مباشرةً ..


و اليوم, أبدأ معكم سرد يومياتى فى هذه الصيدلية الجميلة .. جدا .. بعنوان .. "يوميات صيدلى مفروس فى الأرياف"


معايا يا شباب ؟!


لكن خلّينا قبل ما نبدأ نتفق على شوية حاجات عشان ماحدّش يفهمنا غلط من أولها .. :
-الفلاحين و أهل الأرياف هما الكل فى الكل و على راسى من فوق و من غيرهم مش حنلاقى ناكل و لا نشرب حتى .. همّا بابا و همّا ماما و همّا انور وجدى .. يعنى من الأخر: أى كلام حتحس فيه إنى بالوم على أهل البلد عندنا فى الشراقوة .. فإنت فى الحالة دى حاجة من اتنين : يا إما انت فهمتنى غلط يا إما انا فى الموقف اللى حصل ساعتها باكون باتكلم عن فئة قليلة من أهل البلد اللى هما زى ما قلنا على راسى من فوق ..
دى كانت أول حاجة عايزين نتفق عليها ..
- تانى حاجة .. هى ان اليوميات اللى باتمنى انك تقراها دلوقتى هى نتاج أحداث جرت بالفعل على أرض الواقع ... يعنى م الآخر : واقعية بنسبة 100% .. و مش كده و بس .. دى ما خضعتش لأى شبهة نقل أو سرقة أو حتى اقتباس ..
يعنى إوعى تستغرب لو لقيت حاجة بتقراها رفعت ضغطك أو حرقت دمك .. لأنها قبل أن تفعل معك ذلك , فعلته معى شخصيا
-تالت حاجة يا سيدى .. هى ان الحلقات حتنزل – بإذن الله – بمعدل حلقة كل يومين تلاتة .. بس يا ريت يا شباب لو عجبتكم تبقوا تشجعونا .. و ما تسيبوناش نهاتى أو ندّن فى مالطة ..


-رابع حاجة .. ألّا هو احنا جايين هنا نحكّى و نفك عن نفسنا و خلاص ؟! .. لا يا كينج .. احنا عندنا شوية نوايا عايزين ناخدها قبل ما نقرا الكلمتين الجايين دول ..
·أول نية .. الكلام ده نِفسى يكون عامل زى الـ vaccines اللى الواحد بياخدها عشان الجسم يتعرف ع المرض قبل ما يتعرض له فعليا .. يعنى لما نقراه .. تقل من عندنا حتة الخوف و الرهبة و التَوَهان اللى بيكون عندنا و احنا داخلين نشتغل أو نتمرن فى صيدلية جديدة علينا ..
* تانى نية .. نصحّح عندنا شوية معتقدات و أفكار ناس كتير فاكراها صح مع إنها مش كده .. و مش حاقول لكم دلوقتى زى إيه .. إقروا بنفسيكوا و انتوا حتعرفوا قصدى ..



اتفقنا يا جماعة ؟!
نبدأ على بركة الله .. 
==========================
طبعاَ قبل ما نبدأ الحكاية لازم أعرفكوا بنفسى - باختصار طبعا , مش حنلكّ كتير- .. أخوكوا أحمد الجويلى .. لسه جايب نتيجة البكالوريوس من خمس ست ايام .. من يوم ما دخلت الكلية بتاعتنا و انا باحب كل حاجة فيها .. علمها .. دراستها .. سكاشنها .. و بعد ما اتخرجت بقيت باحب المجال ده على بعضه .. حتى منظر علب الأدوية ..

المهم .. من أول يوم فى الأجازة المزعومة .. لقيت أبويا – اللى بعد كده حتلاقونى باقول عليه "الحاج"بيقول لى فجأة :
- هيه يا دكتور أحمد .. حتيجى تمسك الصيدلية بتاعتك من بكرة ان شاء الله ؟! .. بصراحة اتكسفت أقول له لأ .. ده أبويا برضه و لازم أعمل اللى يقول عليه ..
و فعلا نزلت الشغل .. و قعدت فى الصيدلية .. لوحدى ..
تيجى تشوف الصيدلية من جوة عاملة ازاى ؟! .. ولّا مش مهم ..؟! .. لا يا راجل تعالى اتفضل .. البيت بيتك .. زى مانت شايف , الصيدلية شرحة و برحة .. التليفزيون موجود .. و الدش المركزى شغال .. و جنبه فيه كمبيوتر .. و فوقيهم فيه مروحة فى السقف .. بس للأسف فيه شوية حاجات بسيطة كده معكننة ع الواحد .. الحاجات دى كلها ما بتشتغلش عشان النور مقطوع .. و مش هوه و بس .. دى المية كمان مقطوعة ..
تعالى كمّل فرجة .. علب الأدوية مرصوصة حسب الترتيب الأبجدى .. يعنى سهلااااااة .. و جوة خالص كد فيه أوضة مسميينها معمل .. هو صحيح ربعها قلبناه حمام .. لكن برضه لسه بنقول عليها معمل
بصراحة فى أول يوم كنت فى غاية السعادة - زى مانتوا عارفين طبعا -
لدرجة اننا كنت حاتشل .. المهم .. عدّت الأيام .. و ادينى اتعودت ع النظام .. الكهربا بقت بتيجى على مزاجها .. و المية موجودة لمدة يوم واحد فى الشهر تقريبا .. أرياف بقى .. حد طايل ..
كنت بانزل مع الحاج كل يوم حوالى الساعة 9 الصبح ناخد عربيتنا و ينزلنى قدام الصيدلية و يروح هو على صيدليته القديمة اللى على بعد عشرة اتناشر كيلو بعدينا .. فى قرية تانية اسمه جنبواى .. ما تستغربش .. هو ده اسمها .. مش غلطة املائية يعنى ..
و اقعد انا فى الصيدلية من صباحية ربنا و حتى أذان المغرب عندما يأتى الحاج من جنبواى و معه "النواقص" اللى محتاجينها من عنده هناك .. و نروّح ع البيت و انا باحلم بشكل السرير ..
هو ده يومى حاليا باختصار ..
و الفروقات بين كل يوم و التانى , بتيجى – بس – نتيجة الاختلاف فى حجم و كيف و عدد الـ"فرسات" اللى باتعرض لها كل يوم .. مما يبشرك بمستقبلك الباهر- عزيرى يا اللى لسه طالب صيدلة- لو فكرت تشتغل فى الأرياف !!.

==============

الفرسة رقم ( 1 ) .. البت بتدعك ف عينيها .. 

 

المكان: صيدلية الدكتور ......... "أبويا" الجديدة ..
الزمان: حوالى الساعة الواحدة و النصف ظهرا ..
الفرسة:
السيدة الفاضلة جارتنا .. جاية و جايبة معاها أختها .. قمت من ع الكمبيوتر بكل ترحاب..
- تحت أمركوا ..
- الأمر لله يا اخويا (!!!!!) .. البت بتى عمّالة تدعك ف عينيها و ساعات بتعيط من غير سبب ..
- (مستغربا) هى عندها كام سنة ؟!
- (تضحك) سنة ؟! .. دى عندها احداشر يوم ..
كان آخر ما أتوقعه عند ذلك أن تأتى الأم و أختها "متشمللين" دون أن يأتيا بالحالة نفسها .. البنت اللى بتدعك ف عينيها ..
سألت نفسى عندها ..: طب و دى حاتصرّف معاها ازاى دى ؟! ما اخدتهاش دى فى دورة الكلينيكال .. طب و بعدين .. ؟! ..
- طيب يا ستى .. تعرفى تيجى ع المغرب كده ؟! عشان الدكتور أسامة - أبويا برضه- يشوف بنتك .. خلاص ؟! .. ماتنسيش بقى تبقى تجيبيها معاكى و انتى جاية .. مع السلامة ..
و عدى اليوم على مهله .. و جاء الحاج عند المغرب .. و جات الست الفاضلة و اختها و معهما الشنطة الـ"مِطِيوْلة" دى اللى بيشيلوا فيها العيال .. و الشنطة متغطية بتلات اربع اقمشة ساتان ..
المهم الست رفعت الغطا الساتان و شاورت لى على عينين البنت و هى بتقول: شوف يا دَكتور بتدعك ف عينيها ازاى ..؟!
بصيت عليها .. و يا ريتنى ما بصيت .. تتوقعوا شفت إيه ؟!
إيه يا ستى .. ؟! إيه السواد اللى حوالين عينين البت ده ؟!
( ضحكة فلاحى من الأصلى ) هيهيهيهيهيهي .. مكحلينها يا دكتور .. إيه .. بلاش نكحلها ؟! ..
كان نفسى تشوفنى ساعتها و انا حاتشلّ .. كحلوا البنت و مستغربين انها بتدعك فى عينيها !!!!!!!!!

كان نفسى أقول لها ساعتها: احمدوا ربنا انها لسه مش عارفة تتكلم و إلا كانت دعت عليكوا .. "و بالمرة احمدوا ربنا انها ما بتعرفش تتف" و إلا كانت تفّت .. .. .. ولّا بلاش..

لكن مسكت نفسى بالعافية و قلتلها: تروحى دلوقتى تغسلى لها وشها و عينيها حالا .. احمدى ربنا انها لسه ما اتعميتش ..
-هيهيهيهيهيهي .. يعنى مانكحّلهاش تانيييييييي ؟!
- جاااااااى (كلمة تعبر عن الغيظ).. يا ناس يا هووووه .. يا اخواننا اسمعوا الكلام .. لأ ( و انا باجزّ على اسنانى ) ما تكحلوهاش تانى ..

ما قدرتش أشرح لها ساعتها ان احنا درسنا ان العين دى عبارة عن جرح مفتوح ما ينفعش حاجة تتحط فيه أو قريب منه إلا لو كانت معقمة أو ع الأقل نضيفة .. مش كحل مليان بكتيريا و ميكروبات و حاجات بتمشى ..
لكن نعمل إيه بقى ؟! .. بعيد عنك .. هو ده الشغل اللى فى الأرياف ..
ياللا إلى اللقاء فى فرسة رقم ( 2 ) ..

أخوكوا الجويلى ..

=============================================

 

يشرفنا زيارتكم لنا على جروب انا الصيدلى

http://www.facebook.com/groups/170804929653878/

او على صفحة انا الصيدلى

http://www.facebook.com/Ana.AlSaidaly

=====================

لا تنسى عمل شير لاصدقائك من الصندوق الموجود على يسار الصفحه .

3 التعليقات:

  1. مبارك على البلوج : )

    وفى انتظار المزيد من الفرسات الممتعة ان شاء الله
    ^__^

    ردحذف
  2. مبارك عليك....يسلموا ^_^

    ردحذف