أخوكوا العبد لله بيعانى من واحد مشكلة صغنن .. عارفين المثل اللى بيقول: من بره هالله هالله و من جوه يعلم الله .. أهو اللى طلّع المثل ده أكيد كان يقصدنى ..
ناس كتير كانت بتسمع عنى الجملة الآتية: "ده أبوه عامل له صيدلية لوحده ..عشان يقف فيها و يشغّلها".. , و بعدها غالبا ما كنت تسمع الشهقات الحاسدة أو صيحات الإعجاب المتعالية بين الجماهير .. أمثال: "وااااو .. ده أكيد مبسوط و مزقطط" .. و "يااااى .. " .. و هكذا ..
و يا سلام بقى لو عرفوا إن الصيدلية فى الأرياف .. , تلاقى عينيهم اتدوّرت فجأة .. و تلاقى كلام زى الدبش نازل على مسامعك .. "تلاقيه بياكلها والعة.." .. "أيوة .. ما الأرياف لقمتها طرية .." دواليك .. دواليك.
و يا عينى لو عرفوا إن الصيدلية ع السريع مباشرة دون فواصل أو شوارع .. تلاقيهم يغمزوا لك بعينهم غمزة ذات مغزى , يتبعونها بجملة مثل: أيوة يا عم .. و شغل السواقين تلاقيه على ودنه .. اللى عايز ترامادول و اللى عايز أنافرانيل .. ابسط يابا..

المهم .. فى يوم من الأيام , جرّبت أعمل تجربة عملية معملية بحتة ..
دعيت أحد أصدقائى الأناتيخ اللى كانوا متصوريننى على الهيئة السابق ذكرها .. - و على فكرة , اسمه صلاح -.. إلى زيارتى فى الصيدلية و قضاء يوم "ممتع" معى بها ..
و اتفقنا ع الميعاد .. "خلاص يا عم صلاح .. نتقابل عند الموقف ولّا تعدى عليّه ؟! .. لا .. أعدى عليك .. الساعة عشرة كويس .. كويس قوى ..خلاص ما تنساش تجيب الهارد الـ 40 معاك بقى .. ماشى .. توكلنا على الله" ..

و ركبنا الميكروباص اللى حياخدنا ع الجنة الأرضية اللى اسمها الحالى "صيدليتنا" .. و أول ما دخلها .. "بسم الله ماشاء الله .. طب ما الصيدلية واسعة أهُه .. أُمّال بتبقى متضايق منها ليه لما بتكلمنى فى التليفون ..؟!" .. ابتسمت فى سخرية ممزوجة بإشفاق – م اللى حيشوفه- قائلا: " دلوقتى تشوف كل حاجة بنفسك " ..
الساعة كانت فى الوقت ده 11 إلا ربع .. و لاجل حظ عم صلاح الرائع .. النور كالعادة كان مقطوع فى الصيدلية .. فضلنا نتكلم , فى انتظار أن تحن علينا شركة الكهرباء بأن تغدق علينا بقليل من كهربائها لمجرد أن نستطيع تشغيل الكمبيوتر و ننقل ع الهاردات شوية حاجات .. إلا أن جاءت اللحظة المنتظرة ( الساعة 12 و نص مساءً) , عندما دخل علينا أول زبون للصيدلية ..
قمنا احنا الاتنين و على وشوشنا أمارات الفرحة و الزقططة من أول زبون جه بدرى النهارده عن كل يوم ..
- حبايتين كيتوفان ..
- حاجة تانية ؟!
لا .. سلامتك يا دكتور ..
و تبدلت ملامحنا إلى الاكتئاب و السخرية فى نفس الوقت .. و طبعا كان هو زعلان أكتر منى لسببين .. الأولانى إنه ما كانش متعود ع الموقف ده كل يوم زيي .. و التانى إنه كان خايف لافتكر انه مجيّته هى اللى نحس ..
و قبل أن يصارحنى بتلك المخاوف .. لقانى باقول له: ما تزعلش .. أنا متعود على كده .. إنت مالكش ذنب ..

إلى أن جاءت اللحظة المنتظرة الثانية .. لا .. ليست لحظة مجىء الزبون الثانى .. و لكنها لحظة إتيان "المحروسة" الكهرباء .. لا يمكنكم تخيل فرحتنا عندما شاهدنا المروحة و هى تبدأ فى الدوران .. ( ما هى دى علامة رجوع الكهربا عندنا )
المهم .. ركّبنا الهارد و لكن "نأبنا طلع على شونة" .. الجهاز بتاعى أبَى إلا إنه يتمم علينا أسباب عكننتنا .. الجهاز مش راضى يقوم طول ما الهارد بتاع صلاح راكب جواه .. تلاقيه ينوّر لمدة ثانية واحدة و بعدين يطفى تانى ..
لغاية لما صلاح بنفسه زهق و قال : طب احنا جعنا .. هات السندويتشات اللى جبناها معانا من دمنهور ..
و جبتها من التلاجة و أكلنا .. و لكن كانت القشة التى قصمت ظهر البعير إن المية اللى كنت باجيبها معايا من دمنهور " للشرب" كانت خلصت عشان ما كنّاش عاملين حسابنا على فردين مش فرد واحد زى كل يوم ..
بصراحة , الراجل فى المشهد ده كان مش قادر يستحمل كل اللى بيجرى له ده .. ماكانتش جتته نحّست زيي .. ده انا حسيت إن صلاح كرهنى لأنى دعيته ع العزومة دى .. تلاقيه افتكر إنى كنت عاملها فيه مقلب .. مع إنى كنت عايز أصلّح الصورة اللى كان واخدها عن الصيدلية .. و أعتقد إنى نجحت ف ده .. و الدليل فى السطور القادمة ..

زمان , صلاح كان بيقول لى : يا عم انت مستقبلك مضمون بإذن الله .. حد يسيب الفرصة المضمونة اللى عندك دى و يفكّر يتعب نفسه و يدى كورسات و وجع القلب ده كله ..؟!
و دلوقتى صلاح بيقول لى: يابنى دوّر لك على شغلانة ف صيدلية شغالة تعرف تكتسب فيها خبرة .. مش التلاجة اللى انت قاعد فيها دى ,, آه .. أصلى نسيت أقول لكوا إن صلاح لاحظ إن المعدل الطبيعى لدخول البشريين " الزباين يعنى" للصيدلية هو 3 زباين ( أربعة بالكتير) لكل يوم .. عايز تعرف الأسباب ؟! .. أبقى أقولها لك فى "فرسة" تانية ..
المهم دلوقتى .. خلينى أقول لك على شوية حاجات ممكن تستفيدها من فرسة النهاردة ..
أولًا : إوعى تاخد بالظاهر.. فإنه كثيرا ما يخدع ..
ثانيا : إوعى تآمن للكهرباء طول مانت فى الأرياف .. أى أرياف , مش الشراقوة بس ..
ثالثا و أخيرا : لمّا تعزم واحد صاحبك فى الأرياف ابقى اعمل حساب مية الشرب على قدكوا انتوا الاتنين .. و لو عايز تريّح دماغك , عليك و على الأزايز الـ 6 لتر .. املى واحدة و هى حتكفيك يومين تلاتة .. و مش حتخلّى رقبتك زى السمسمة قدّام صاحبك ..!!


سلام بقى ..