تتميز قرية الشراقوة – زى ما انت عارف – بأن أهلها على قدر عال من الذكاء و المفهومية , بما يؤهلهم لشغل أرفع المناصب و تقلد أنبل الأوسمة ..

كان لازم طبعا أبدأ بالمقدمة الجامدة دى النهاردة , عشان خفت برضه تفهم كلامى عن أهل الشراقوة غلط ..

المهم .. فرسة النهاردة عبارة عن "كوكتيل فارسات صغيرين" لما يتجمعوا على بعض و ينضربوا فى الخلاط يطلعوا فرسة زى اللى نِفسى تقراها دلوقت ..

بقى يا سيدى الصيدلية دى زى كل الصيدليات .. اتفتحت بغرض واحد , ألا و هو بيع العقاقير الطبية و تقديم النصائح و الاستشارات الطبية برضه .. و ما يمنعش برضه لو بيعنا جنب الكلام ده علبة كريم أو إزازة زيت شعر .. اكسسوار يعنى ..
لكن الفرسة الكبيرة بقى هى إنك تلاقى طلبات عمرها ما تخطر لك على بال تنطلب منك و انت قاعد فى صيدليتك اللى فى الأرياف .. عايز أمثلة ؟! ...... معايا حتزهق من كتر الأمثلة ..
خد عندك ..
سيبك من اللى يجيلك الصبح ع الريق كده و عايز فكة 100 جنيه ..
و سيبك من اللى عايزنى أديله حقنة فى العضل من غير ما يدفع و لا مليم ..
لكن خد بالك معايا من اللى جاى و بيسأل على "حبر ختامة" ..
-نعم يا حاج ؟!
-"باجول لك" حبر ختامِة" ..
- لا ما عندناش يا حاج .. اسأل فى المكتبات ..
-(بص بقى الذكاء الفطرى) ليه ؟! .. هى مش دى صيدلية برضه ؟! ..
-(يا رب صبرنى) ما هو عشان دى صيدلية , مش حتلاقى حبر ختامة , و لو قصدك ع الحبر اللى فى الختامة بتاعتنا فده يا دوب مكفى الختامة بتاعتنا و ما بيتباعش .. أى أوامر تانية ؟! ..
-طب خلاص ما تزعلش نفسك .. طب فيه اقلام جاف ؟! ..
-(نظرة خاوية يصاحبها ضغط دم مرتفع مع الاكتفاء بعدم الرد..)

طب بلاش ده ..
بذمتك عمرك شفت واحدة تدخل لك الصيدلية و تسألك على .. إحم .. و اللهِ انا مكسوف أقولها .. معلهش استحملنى .. .. .. دبابيس شعر .. ؟!
زمانك عايز تعرف جات إزاى .. الست سألت على كريم للبشرة و لقاته .. و سألت على زيت شعر .. و لقاته .. و فى الآخر افتكرت إن احنا قلبناها محل خردوات و اكسسوار .. فسألت ع الدبابيس ..

طب خد التقيلة بقى ..
إحنا فعلا عندنا حبوب للزور .. برادورال ما انت عارفها .. و عندنا حبوب للحموضة .. جليكودال و أخواتها .. و ممكن كمان تلاقى حبوب للمغص و الانتفاخ و وقف النزيف كمان .. بس عمرى ما كنت اتصور إنى أتسأل فى يوم من الأيام على .. بنبونى بالنعناع ..

(و كما قال عم فؤاد المهندس الله يرحمه)
بتقولوا إيه ؟!
بنبونى بالنعناع
بتقولوا إيه يا ولاد ؟!
بنبونى بالنعنااااع ..

( وكما قال عم محمود القلعاوى)
شفتوا الهنا اللى انا فيه ؟!
هى دى الأرياف ..
و هو ده الشغل فى الأرياف ..

اليومين دول بقى انا مستنى اللى أكتر من كده .. أنا متوقع يجيلى واحد النهاردة أو بكرة .. و يدخل بكل عنطظة .. ليجلس على الكرسى البلاستيك اللى جنب الباب .. ليتحفنى بالجملة المتوقعة :
ياللا هات الفوطة البيضا بتاعتك و تعالى خُدْ لى دقنى و ما تنساش تظبط الشنب كمان و "تحنتفه" كده لو سمحت .. و الموس ما يبقاش مستعمل من فضلك .. !!!!!!!!